في مجال الهندسة الكهربائية، غالباً ما تتعامل الأنظمة مع معلومات معقدة وغير مؤكدة وغير مكتملة. فمنطق بول الكلاسيكي، مع إطاره الثنائي الصارم (صحيح/خطأ)، يجهد في التعامل مع مثل هذه الحالات. هنا يأتي دور **الاستدلال التقريبي**، وهي أداة قوية مستندة إلى منطق الضبابية.
**ما هو الاستدلال التقريبي؟**
الاستدلال التقريبي هو إجراء استنتاج يسمح لنا باستخلاص استنتاجات من مجموعة من **قواعد "إذا ... فإن" الضبابية** و بعض الظروف الملاحظة (الوقائع). هذه القواعد، على عكس نظيراتها الحادة في منطق بول، تسمح بدرجات من الحقيقة والغموض.
**قواعد "إذا ... فإن" الضبابية:**
قواعد "إذا ... فإن" الضبابية هي عبارات من الشكل:
حيث يمكن التعبير عن كل من الشرط والنتيجة باستخدام **المتغيرات اللغوية**، التي تلتقط الغموض والضبابية الموجودة في اللغة البشرية. على سبيل المثال:
هنا، "عالي" و "منخفض" هي متغيرات لغوية تمثل مجموعات ضبابية مع درجات متفاوتة من العضوية لقيم الجهد والتيار المختلفة.
**الطريقة الاستنتاجية المعممة (GMP):**
يكمن جوهر الاستدلال التقريبي في **الطريقة الاستنتاجية المعممة (GMP)**. إنها تعميم للطريقة الاستنتاجية الكلاسيكية من منطق بول، التي تنص على:
توسع GMP هذا للتعامل مع المعلومات الضبابية. معطى:
حيث A'، A''، B'، و B'' هي مجموعات ضبابية تمثل قيم الحقيقة للشروط والنتائج.
**كيف يعمل GMP؟**
يستخدم GMP عمليات منطق الضبابية مثل **التأثير الضبابي** (ربط قيم الحقيقة للشرط والنتيجة) و **التركيب الضبابي** (دمج قيم الحقيقة للسابقة والقاعدة) لحساب قيمة الحقيقة للنتيجة (B'').
**التطبيقات في الهندسة الكهربائية:**
يجد الاستدلال التقريبي عدة تطبيقات في الهندسة الكهربائية، بما في ذلك:
**الاستنتاج:**
يوفر الاستدلال التقريبي، المستند إلى منطق الضبابية، أداة قوية للتعامل مع الغموض و الضبابية في الهندسة الكهربائية. من خلال الاستفادة من قواعد "إذا ... فإن" الضبابية و الطريقة الاستنتاجية المعممة، فإنه يسمح باتخاذ قرارات ذكية في أنظمة معقدة، مما يمهد الطريق لحلول كهربائية أكثر صلابة و مرونة.
Comments