إن مفهوم السنة راسخٌ بعمق في حياتنا. فنحن نحتفل بأعياد الميلاد، والعطلات، والفصول وفقًا لمرور 365 يومًا. ولكن هذه "السنة" المألوفة - تلك التي نستخدمها في تقاويمنا - ليست سوى طريقة واحدة لقياس رحلة الأرض حول الشمس. ففي عالم علم الفلك النجمي، تسود نوع مختلف من السنة: السنة السينودية.
على عكس السنة التقويمية التي تمتد لـ 365 يومًا، تركز السنة السينودية على الموقع الظاهري للشمس في السماء، كما يُرى من الأرض. وتقيس على وجه التحديد الوقت الذي تستغرقه الشمس للعودة إلى نفس الموقع الظاهري في السماء، كما يُرى من الأرض. وهذا يعني أنه لا يتعلق فقط باكتمال الأرض لدورة واحدة حول الشمس، بل أيضًا بأخذ حركة الأرض حول الشمس في علاقتها بالنجوم البعيدة في الاعتبار.
وهنا المفتاح: مدار الأرض ليس دائريًا تمامًا، بل بيضاوي الشكل بشكل طفيف. ونتيجة لذلك، تتحرك الأرض بسرعات متفاوتة قليلاً على مدار مدارها. وهذا يعني أن الموقع الظاهري للأرض بالنسبة إلى النجوم يتغير بمعدل مختلف قليلاً عن الوقت الذي تستغرقه الأرض لإكمال دورة كاملة.
السنة السينودية أطول من السنة التقويمية، وتستمر لحوالي 365.2422 يومًا. ويُعزى هذا الفرق الذي يبلغ تقريبًا ربع يوم إلى الحاجة إلى السنوات الكبيسة للحفاظ على ملاءمة تقاويمنا مع موضع الأرض الفعلي في مدارها.
على الرغم من أن مصطلح "السنة السينودية" قد لا يكون شائع الاستخدام في المحادثات اليومية، إلا أنه يلعب دورًا حاسمًا في فهم الميكانيكا السماوية. يستخدمه علماء الفلك في:
السنة السينودية هي مفهوم دقيق ولكن أساسي في علم الفلك، يذكرنا بأن تصورنا للوقت متشابك مع حركة الأرض المستمرة عبر الفضاء. بينما قد تكون السنة التقويمية أكثر مألوفة، تقدم السنة السينودية فهمًا أعمق لمكاننا في الكون ورقصة الأجرام السماوية المعقدة.
Comments