لطالما أسرت سعة الفضاء، المليئة بالمعجزات السماوية، البشرية. للإبحار في هذا المحيط الكوني، طور علماء الفلك أدوات لقياس مواقع النجوم والكواكب، مما أدى إلى اكتشافات رائدة. كانت إحدى هذه الأدوات، السدس، تلعب دورًا محوريًا في التطوير المبكر لعلم الفلك النجمي.
**أداة الدقة:**
السدس، وهو أداة رياضية، هو في الأساس جهاز لقياس الزوايا. يتكون من قوس مدرج لدائرة، عادةً 60 درجة (ومن هنا جاء الاسم)، مجهز بمرآتين وتلسكوب صغير. يكمن قلب عمله في مبدأ بصري حاسم: **انعكاس الضوء**.
**مبدأ الانعكاس:**
يستفيد السدس من خاصية الضوء للانعكاس من مرآة بزاوية تساوي زاوية السقوط. تعمل مرآتان داخل السدس، مرآة الأفق ومرآة المؤشر، معًا لالتقاط وانعكاس الضوء من الأجرام السماوية المختلفة.
**قياس النجوم:**
لاستخدام السدس، يصطف الراصد مرآة الأفق لتعكس الأفق. ثم يتم ضبط مرآة المؤشر لتعكس الجسم السماوي المختار، مثل نجم. بلف مرآة المؤشر، يمكن للراصد أن يحضر صور النجم والأفق المنعكسة في محاذاة داخل مجال رؤية التلسكوب. ثم يتم قراءة الزاوية بين الأفق والنجم من القوس المدرج.
**التطبيقات في علم الفلك النجمي:**
أثبت السدس قيمته في مختلف المساعي الفلكية:
**إرث السدس:**
على الرغم من أن السدس قد تم استبداله إلى حد كبير بأدوات حديثة أكثر تعقيدًا مثل التلسكوبات وأجهزة الاستشعار الإلكترونية، إلا أن تأثيره على علم الفلك النجمي لا يزال كبيرًا. يكمن إرث السدس ليس فقط في الاكتشافات التي سهّلها، ولكن أيضًا في مساهمته في تطوير تقنيات المراقبة الفلكية. بساطته ودقته جعلته أداة حيوية لأجيال من علماء الفلك، مما سمح لهم برسم الخرائط للمنظر السماوي وكشف أسرار الكون.
Comments