في نسيج السماء، حيث ترقص النجوم وتتلألأ الكوكبات، يوجد ثنائي ساحر بشكل خاص يُعرف باسم **إي بووتيس**. هذا النجم المزدوج الرائع، المُتواجد داخل كوكبة العواء (بووتيس)، حصل على لقب شعري: **بولشيرّيما**، وهو ما يعني "الأجمل" باللغة اللاتينية.
جمالٌ مرئي:
بولشيرّيما هو نجم ثنائي مرئي، مما يعني أن مكوناته يمكن تمييزها من خلال التلسكوبات. النجم الرئيسي، إي بووتيس أ، يُشع بلون أصفر ذهبي، وهو نجم عملاق طيفي من فئة G. رفيقه، إي بووتيس ب، هو نجم أصغر وأخفت، يُصنف كنجم قزم أبيض. هذا التباين المذهل في الألوان وقربهما يُشكلان مشهدًا خلابًا لعشاق مراقبة النجوم.
حكاية نجمين:
النجمين مُقيدان في رقصة سماوية، يدوران حول بعضهما البعض بمدة تقارب 115 عامًا. قد يبدو هذا وقتًا طويلاً، لكنه مجرد غمضة عين في رحابة الزمن الكوني. رقصتهما هي أيضًا شهادة على ارتباطهما الوثيق، رابطة مُتكونة في بوتقة النجوم الملتهبة.
من عملاق إلى قزم:
قصة بولشيرّيما هي أيضًا قصة تحول. إي بووتيس أ، الذي كان ذات يوم نجمًا شبيهًا بالشمس، استنفد وقوده من الهيدروجين وتوسع ليشكل عملاقًا، مُلقيًا طبقاته الخارجية. من ناحية أخرى، وصل إي بووتيس ب إلى نهاية دورة حياته، مُلقيًا طبقاته الخارجية ليصبح قزمًا أبيضًا كثيفًا. هذا التطور المتباين، الدرامي والجميل في آن واحد، يُضيف طبقة أخرى إلى قصة بولشيرّيما الساحرة.
إرث الجمال:
على الرغم من عدم استخدامه عالميًا، يُشكل اسم بولشيرّيما شهادة على الجمال السماوي لهذا النجم المزدوج. يُسلط الضوء على سحر السماء الليلية والعجب الذي ينشأ من مراقبة رقصة النجوم المعقدة. في رحابة الكون، يُقف بولشيرّيما كنارة من الجمال، يُذكرنا بعظمة وغموض ما وراء عالمنا.
Comments