لفهم ضخامة الكون، نحتاج إلى نظام لتنظيم وتحديد مواقع الأجرام السماوية. في علم الفلك النجمي، يتم تحقيق ذلك باستخدام نظام إحداثيات سماوي، يشبه شبكة على خريطة، لتحديد موقع النجوم على الكرة السماوية. يستخدم هذا النظام عنصرين رئيسيين: **الأماكن** و**النجوم**.
**الأماكن** في هذا السياق تشير إلى **الإحداثيات** نفسها، والتي تمثل نقاطًا محددة على الكرة السماوية. تُعرّف هذه الإحداثيات بواسطة زاويتين:
**الصعود المستقيم (RA):** يشبه خط الطول على الأرض، و يقيس الصعود المستقيم المسافة الزاوية لنجوم شرقًا على طول خط الاستواء السماوي من الاعتدال الربيعي (النقطة التي تعبر فيها الشمس خط الاستواء السماوي من الجنوب إلى الشمال). يُقاس الصعود المستقيم بالساعات والدقائق والثواني، حيث تغطي 24 ساعة الدائرة بأكملها.
**الميل (Dec):** مشابه لخط العرض على الأرض، يقيس الميل المسافة الزاوية لنجوم شمال أو جنوب خط الاستواء السماوي. يُقاس الميل بالدرجات والدقائق والثواني، ويتراوح من -90 درجة عند القطب الجنوبي السماوي إلى +90 درجة عند القطب الشمالي السماوي.
**النجوم**، من ناحية أخرى، تمثل **الأجرام السماوية الفعلية** نفسها. يتم تعيين **أماكن** محددة لهذه النجوم بناءً على مواقعها المرصودة في السماء.
على سبيل المثال، نجم القطب الشمالي، المعروف باسم النجم القطبي، لديه صعود مستقيم 2 ساعة 31 دقيقة 49 ثانية و ميل +89 درجة 15 دقيقة 51 ثانية. هذا يعني أن نجم القطب الشمالي يقع على بعد حوالي 2 ساعة و 31 دقيقة شرقًا من الاعتدال الربيعي و 89 درجة و 15 دقيقة شمالًا من خط الاستواء السماوي.
هذه **الأماكن** و **النجوم** تتغير باستمرار بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك تقدّم الأرض (اهتزاز بطيء لمحورها)، والحركة الذاتية للنجوم، والتوسع العام للكون. لذلك، يتم تحديد مواقع النجوم عادةً لـ **عصر** محدد، وهو نقطة مرجعية في الزمن. على سبيل المثال، العصر القياسي الحالي هو J2000.0، الذي يمثل عام 2000.
**استخدام الأماكن والنجوم في الملاحة النجمية**
تُعدّ تحديد **الأماكن** و **النجوم** بدقة أمرًا بالغ الأهمية للعديد من التطبيقات في علم الفلك، بما في ذلك:
باختصار، تُقدم **الأماكن** و **النجوم** إطارًا للتنقل في الكرة السماوية، مما يسمح لنا باستكشاف وفهم الكون الشاسع والديناميكي الذي يحيط بنا.
Comments