إن الكون الفسيح هو مسرحٌ لأجرام سماوية تؤدي رقصاتها الفريدة، وغالباً ما يتميز هذا الرقص بتغيرات في مظهرها. وهذا صحيح بشكل خاص عند ملاحظة مراحل الأجرام السماوية، وهي ظاهرة تكشف لنا الكثير عن علاقتها بالضوء ومنظورنا كمشاهدين.
يشير مصطلح "المرحلة" في علم الفلك النجمي إلى **الجانب المحدد من جسم سماوي يمر بتغيرات دورية في مظهره كما يُرى من الأرض**. لا تنجم هذه التغيرات عن تحول الجسم السماوي نفسه، بل عن **تغيرات في كمية ضوء الشمس المنعكس من سطحه** عندما تتغير مواضعه بالنسبة للشمس والأرض.
دعونا نستعرض أنواع المراحل المختلفة التي نصادفها في السماء:
1. مراحل القمر: ربما يكون المثال الأكثر شيوعًا هو **مراحل القمر**. بينما يدور القمر حول الأرض، تتغير الزاوية التي يضرب بها ضوء الشمس سطحه، مما يؤدي إلى إضاءة أجزاء مختلفة. نلاحظ هذه المراحل كدورة من:
2. مراحل الكواكب الداخلية: تُظهر الكواكب الداخلية، عطارد والزهرة، أيضًا مراحل بسبب دورانها داخل مدار الأرض. وهذا يعني أنّه يمكن أن تمر بين الأرض والشمس، مما يُنشئ مراحل مشابهة للقمر. عندما تكون على الجانب الآخر من الشمس، تظهر مضاءة بالكامل. عندما تقترب من الأرض، يتقلص جزءها المضاء، لتصل إلى مرحلة هلالية قبل أن تختفي خلف الشمس.
3. مراحل خسوف القمر: على الرغم من أنها ليست مرحلة من مراحل القمر نفسه، إلا أنّ خسوف القمر يُظهر تطورًا متتاليًا للمراحل. خلال هذه الظاهرة، تمر الأرض بين الشمس والقمر، إلقاءً بظلها. نلاحظ مرور القمر عبر ظل الأرض (أغمق جزء من الظل)، مما يؤدي إلى المراحل التالية:
يساعدنا فهم المراحل في الحصول على فهم أعمق لهندسة النظام الشمسي والعلاقة بين الأجرام السماوية. إنها تُقدم لمحة عن الرقص المتغير للضوء والظل، مما يجعل سماء الليل مسرحًا ساحرًا ومليئًا بالمعلومات للمشاهدين السماويين.
Comments