تُزخر السماء بالقصص والأسماء، تُهمس عبر الزمن والثقافات. بينما يحمل العديد من النجوم مسميات معروفة جيدًا، فقد ضاعت أسماء بعضها في رمال التاريخ، تُنسى لكنها لم تنقرض تمامًا. أحد هذه النجوم هو هركوليس A، عملاق ساطع في كوكبة هرقل، يُطلق عليه أحيانًا اسم "ماسيم" القديم.
ماسيم، المُشتق من كلمة "مَسعم" العربية، بمعنى "المُشْهَد"، كانت تُستخدم على الأرجح من قِبل علماء الفلك العرب القدماء. يُرجح أن هذا اللقب كان يشير إلى موقع النجم البارز في السماء، سهل التعرف عليه بسبب سطوعه المميز. بينما لا يُستخدم ماسيم على نطاق واسع في علم الفلك الحديث، إلا أنه يُعتبر تذكيراً مؤثراً للتراث الثقافي الغني المُنسوج في فهمنا للكون.
هركوليس A نفسه جسمٌ مُذهل. يصنف على أنه عملاق من نوع K، ويُشرق بلون برتقالي-أحمر دافئ. يقع على بُعد 380 سنة ضوئية تقريباً من الأرض، ويُبلغ قطره حوالي 40 ضعف قطر شمسنا. هذا النجم المُشيخ، بعد نفاد وقوده الهيدروجيني، قد توسع وبرد، ودخل المراحل الأخيرة من دورة حياته النجمية.
بينما تلاشى ماسيم في غياهب النسيان، إلا أنه يُمثل شهادة على الترابط بين علم الفلك والثقافة الإنسانية. يُمثل وقتًا لم تكن الأجرام السماوية مجرد نقاط ضوء، بل نقاط مرجعية، مُغروسة بالمعنى والقصص التي ترددت عبر الأجيال. حتى لو انخفض استخدامه، يُعتبر ماسيم تذكيراً بأن النجوم تحمل تاريخًا غنيًا، ينتظر أن يُكتشف ويُقدر.
Comments