القمر، جارنا السماوي، ليس كرة ضوء ثابتة. فهو يمر برقص ساحر من الأطوار، كل طور يتمتع بسحره الفريد. أحد هذه الأطوار، القمر المُنتفخ، غالبًا ما يتم تجاهله، لكنه يحتل مكانًا مميزًا في نسيج السماء.
تُشتق كلمة "مُنتفخ" من الكلمة اللاتينية "gibbus"، التي تعني "الحدبة"، وهو وصف مناسب لمظهر القمر خلال هذا الطور. القمر المُنتفخ يكون مُضاء بأكثر من نصفه، وهو يتمتع بشكل مُستدير مميز يميزه عن أطوار القمر الأخرى.
رحلة القمر المُنتفخ
يظهر القمر المُنتفخ في مرحلتين متميزتين:
القمر المُنتفخ المتزايد: بعد طور "الربع الأول"، يُواصل القمر رحلته نحو "البدر". مع ازدياده (نموه)، تتوسع المنطقة المُضاءة من قرص القمر، لتصبح مُضاءة بأكثر من نصفه. تُعرف هذه الفترة بوجود حدبة مميزة على الجانب الأيمن من القمر، كما يُرى من نصف الكرة الشمالي.
القمر المُنتفخ المتناقص: بعد "البدر"، تبدأ المنطقة المُضاءة من القمر في التقلص. هذا هو طور "القمر المُنتفخ المتناقص"، حيث تنتقل الحدبة الآن إلى الجانب الأيسر من قرص القمر. يُقلص القمر حجمه تدريجيًا حتى يصل إلى طور "الربع الأخير".
مراقبة القمر المُنتفخ
القمر المُنتفخ هو مشهد رائع. شكله المُستدير الساطع يُشكل تناقضًا صارخًا مع سماء الليل المُظلمة، مُطلقًا توهجًا ناعمًا وأثيريًا. يُقدم هذا الطور فرصة رائعة لمراقبي السماء لمشاهدة الفوهات والحُفر، والبحار (سهول مسطحة مظلمة)، وملامح القمر الأخرى، حيث تُضاء جزء كبير من سطحه بأشعة الشمس.
حارس الزمن الكوني
تاريخيًا، لعب القمر المُنتفخ دورًا حاسمًا في تحديد الوقت. استخدمت الحضارات القديمة أطوار القمر لتعقب مرور الوقت والفصول. كان القمر المُنتفخ بمثابة تذكير باقتراب اكتمال القمر، مُحضرًا شعورًا بالتوق والدهشة.
خاتمة
القمر المُنتفخ، رغم كونه مُتَجاهلًا في كثير من الأحيان، هو طور قمري مُذهل ومُذهل. رحلته من "الربع الأول" إلى "البدر" وإِلى الوراء تُقدم لمحة عن طبيعة القمر الديناميكية و جمال سماء الليل. في المرة القادمة التي تُشاهد فيها قمرًا "مُنتفخًا" ، خذ لحظة لِتُقدر هذا العجب السماوي، و تذكر القصّة التي يُرويها عن رقصة القمر المُستمرة عبر السماء.
Comments