مدار الأرض حول الشمس ليس دائرة كاملة، بل هو بيضاوي الشكل. يُحدد هذا الشكل البيضاوي بواسطة معامل يُعرف باسم **الانحراف**، والذي يقيس مدى انحراف المدار عن دائرة مثالية. يكون المدار الدائري المثالي له انحراف 0، بينما يكون الانحراف أعلى في حالة الشكل البيضاوي الأطول.
حالياً، يبلغ انحراف مدار الأرض **حوالي 0.01677**، مما يعني أنه بيضاوي الشكل بشكل طفيف. يؤثر هذا الانحراف الطفيف بشكل كبير على مناخ الأرض على مدى فترات طويلة.
**فهم تأثير الانحراف على الأرض**
**تطور انحراف الأرض**
انحراف الأرض ليس ثابتًا. يتذبذب مع مرور الوقت بسبب التأثير الجاذبي للكواكب الأخرى، وخاصة المشتري وزحل. حسب عالم الفلك الفرنسي أوربان لوفيرييه أن انحراف الأرض يتراوح بين **0.0747 و 0.0047**. يعني هذا أن مدار الأرض يمكن أن يصبح أكثر بيضاويًا بشكل ملحوظ، مما قد يؤدي إلى تحولات مناخية أكثر تطرفًا.
**التنبؤ بانحراف المستقبل**
طور عالم الفلك ويليام هاركنيس صيغة للتنبؤ بانحراف الأرض في أي حقبة مستقبلية، t:
\(c = 0.016771049 - 0.0000004245 (t - 1850) - 0.000000001367 (t - 1850)^2 \)
حيث c يمثل الانحراف و t هو العام. تشير هذه الصيغة إلى أن انحراف الأرض ينخفض حاليًا، لكن سيستغرق الأمر آلاف السنين للوصول إلى قيمته الدنيا.
**الاستنتاج**
يُعد انحراف مدار الأرض عاملاً حاسمًا في فهم تاريخ مناخ الأرض والتنبؤ بأنماط المناخ المستقبلية. على الرغم من أنه ليس العامل الوحيد لتغير المناخ، إلا أنه يلعب دورًا مهمًا في التأثير على التغيرات الموسمية ومستويات الإشعاع الشمسي، وربما، بداية العصور الجليدية. من خلال دراسة وتوقع تطوره، نكتسب فهمًا أعمق للعلاقة الديناميكية بين كوكبنا والشمس ومسار مناخه على المدى الطويل.
Comments