نَقْتَصِرُ على تَصَوُّرِ مُصْطَلَحِ "الغلاف الجويّ" غالباً على الأرضِ وَطبقةِ الغازاتِ المُحِيطَةِ بِها، لَكِنَّ هَذَا المُصْطَلَحَ يَتَوَسَّعُ بِكَثِيرٍ فَوْقَ كَوكَبِنا. فِي مَجَالِ فَلَكِ النُّجُومِ، تَلَعَبُ **الغلافاتُ الجويَّةُ للنُّجُومِ** دورًا حَيَوِيًّا فِي شَكْلِ فَهْمِنا لِلنُّجُومِ وَتَطَوُّرِها.
**حجابٌ غازيٌّ:**
كَمَا أَنَّ غَلَافَ الأَرْضِ الجويّ هُوَ غِطَاءٌ رَقِيقٌ مِنَ الغازاتِ يَحِيطُ بِكَوكَبِنا، فَكَذَلِكَ **الغلافاتُ الجويَّةُ للنُّجُومِ** هِيَ الطبقاتُ الخارجيَّةُ لِنَجمٍ، مُتَكوِّنَةٌ بِالأساسِ مِنَ الغازاتِ المُؤيَّنَةِ. تَتَشَارَكُ هَذِهِ الغلافاتُ، وَإنْ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً بِكَبِيرٍ فِي حَجْمِها وَتَرْكِيبِها، فِي غَرَضٍ أساسيٍّ: فَهِيَ تَتَوَسِطُ تَآثُرَ النَّجْمِ مَعَ البيئةِ المُحِيطَةِ بِهِ.
**نافذةٌ على النّجمِ:**
تُساعِدُ دراسةُ الغلافاتِ الجويَّةِ للنُّجُومِ فَلَكِيّينَ على:
**وراءَ المَشْهُودِ:**
يَكْمُنُ التَّحدّيُ فِي أَنَّنَا لا نَسْتَطِيعُ مُشاهَدَةَ سِوى الطبقاتِ الخارجيَّةِ لِغلافِ نَجمٍ فَقَطْ. لَكِنَّ هَذِهِ الطبقاتُ تَقدِّمُ أدِلَّةً قَيِّمَةً عَنِ العمليّاتِ المُخْتَفِيَةِ دَاخِلَ بَاطِنِ النّجمِ.
**أَدَواتُ الحِرفَةِ:**
تُوفِّرُ الأدَواتُ الفَلَكِيَّةُ المُعَاصِرَةُ، كَالتِّلِسْكُوباتِ وَأَطْيَافِ النُّورِ، بَيَانَاتٍ قَيِّمَةً لِدِرَاسَةِ الغلافاتِ الجويَّةِ للنُّجُومِ. تُمْكِنُ هَذِهِ الأدَواتُ فَلَكِيّينَ مِنَ تَحليلِ النُّورِ المُنْبَعِثِ مِنَ النُّجُومِ، كاشِفَةً عَنَ تَرْكِيبِها وَحَرَارتِها وَسُرعَتِها.
**لَمْحَةٌ على المُسْتَقْبَلِ:**
يُعَدُّ فَهْمُ الغلافاتِ الجويَّةِ للنُّجُومِ أَمْرًا حَيَوِيًّا لِكَشْفِ أسرارِ تَكَوُّنِ النّجومِ وَتَطَوُّرِها وَالمَوْتِ. وَتَعِدُّ الأبحَاثُ المُتَقَدِّمَةُ فِي هَذَا المَجَالِ بِتَقَدُّمِ مَعْرِفَتِنا بِالكَونِ وَمَكَانِنا دَاخِلَهُ.
*في خاتِمَةِ القَوْلِ، لَيْسَتْ الغلافاتُ الجويَّةُ للنُّجُومِ سِوى حجابٍ غازيٍّ، بَلْ هِيَ بِئْرٌ مُعَقَّدَةٌ وَدَيْنَامِيكِيَّةٌ تَحْتَوِي على مُفْتَاحِ كَشْفِ أسرارِ النُّجُومِ. تُوفِّرُ دِرَاسَتُها بَصَائِرَ فِي العمليّاتِ الأَسَاسِيَّةِ الَّتِي تُشَكِّلُ الكَونَ، مُذَكِّرَةً إيَّانَا بِأَنَّ حَتَّى أَبْعَدِ النُّجُومِ لَها نَفَسُها الخاصّ. *
Comments