في لوحة الكون الفسيحة، وسط نسيج من الأجرام السماوية، تبرز بعض النجوم، ليس لسطوعها فقط، بل للقصة الفريدة التي تحكيها. ومن بين هذه المجموعات النجمية المميزة نجوم "ألاماك" ، وهو مصطلح غارق في تاريخ علم الفلك النجمي، مرتبط بمجرة المرأة المسلسلة الرائعة، جارتنا المجرة الأقرب لنا.
نجوم ألاماك عبارة عن مجموعة محددة من النجوم الساطعة داخل كوكبة المرأة المسلسلة، يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة. تم التعرف على هذه المجموعة وتصنيفها لأول مرة من قبل عالم الفلك الإنجليزي جون فلامستيد في أواخر القرن السابع عشر. وقد أطلق عليها اسم "14 المرأة المسلسلة" في البداية، لكن عالم الفلك الفرنسي جان بابتيست ألاماك هو من نشر دراسة أكثر تفصيلاً لهذه النجوم في القرن الثامن عشر.
المرأة المسلسلة، المجرة نفسها، هي مجرة حلزونية رائعة تبعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية عن مجرتنا درب التبانة. إنها شهادة على حجم الكون الهائل، وتواجدها في سماء الليل هو تذكير دائم بالضخامة التي تتجاوز حياطنا الخاص.
نجوم ألاماك داخل المرأة المسلسلة تُعتبر مميزة بسبب سطوعها الظاهري ودورها في فهم تطور النجوم. هذه النجوم، وخاصةً نجوم قيفاوية متغيرة، حاسمة لمعايرة سلم المسافة الكوني. نجوم قيفاوية متغيرة تنبض بشكل منتظم قابل للتنبؤ، حيث ترتبط فترة نبضها ارتباطًا مباشرًا بسطوعها الأصلي. من خلال قياس فترات نبضها، يمكن لعلماء الفلك تحديد لمعانها الحقيقي واستخدام هذه المعلومات لحساب المسافة بينها وبين الأرض. لقد لعبت هذه الطريقة دورًا أساسيًا في رسم خرائط المسافات الكبيرة داخل الكون، مما أدى إلى اكتشافات جديدة في فهمنا لتوسع الكون.
مجرة المرأة المسلسلة هي كنز من العجائب الفلكية. فهي تستضيف مجموعة متنوعة من النجوم، من العمالقة الزرقاء الشابة إلى العمالقة الحمراء القديمة، وحتى الثقوب السوداء الغامضة. نجوم ألاماك، وهي مجموعة صغيرة لكنها ذات أهمية كبيرة داخل هذا الكيان الكوني الكبير، تقدم لمحة عن عمل تطور النجوم المعقد و ضخامة الكون. إن دراسة هذه النجوم تسمح لنا بكشف أسرار مخفية في أعماق الفضاء وتعميق فهمنا للكون الذي نعيش فيه.
Comments