في سجادة النجوم المنسوجة عبر سماء الليل، تحمل النجوم قصصًا قديمة وتُطلق أسماءً رائعة. أحد هذه النجوم، الذي يلمع في كوكبة الأسد، يُعرف باسم **الجيبا**. هذا المصطلح العربي، الذي يعني "اللِبدة" ، يصف بشكل مناسب موقعه في الكوكبة، حيث يُشكل لِبدة الأسد أسفل رأسه.
لكن الجيبا ليس نجمًا واحدًا، بل هو **نظام ثنائي**، رقصة سماوية لنجمين متشابكين في حضن جاذبي. هذا الثنائي، المسمى رسميًا **غاما ليونيس (Gamma Leonis)**، يتكون من نجمين لامعين يدوران حول بعضهما البعض، ويساهم كل منهما في الإضاءة الكلية التي نراها من الأرض.
**الشركاء النجميان:**
**غاما ليونيس A:** النجم الرئيسي في النظام، نجم عملاق من الفئة الطيفية K1، يُشعّ بضوء برتقالي - أصفر دافئ. تُقدر إضاءته بـ 130 مرة أكثر من شمسنا، ونصف قطره أكبر بعشر مرات تقريبًا.
**غاما ليونيس B:** رفيق أضعف، يُصنف كنجم من النوع A، أصغر بكثير من شريكه، بنصف قطرٍ يبلغ ضعف قطر شمسنا. يُشع هذا النجم ضوءًا أبيضًا ساطعًا، مما يجعله على النقيض من شريكه الأكبر، ذي اللون البرتقالي.
**رقصة الضوء:**
يكمل النجمان في الجيبا رقصة سماويتهما حول بعضهما البعض في فترة قصيرة جدًا، حوالي 590 عامًا. في حين أن رقصة مداراتهما غير مرئية بالعين المجردة، يستطيع علماء الفلك ملاحظة تحولات خفيفة في ضوئهما المشترك، مما يكشف عن التأثير الجذبي الذي يمارسه كل منهما على الآخر.
**أكثر من مجرد اسم:**
يشغل الجيبا مكانة خاصة في تاريخ علم الفلك، ويُستخدم كمعلم لتحديد المواقع في سماء الليل. يُعد موقعه في كوكبة الأسد، ولونه المميز، وتغير سطوعه بسبب طبيعته الثنائية، موضوعًا يُثير الإعجاب لعدة قرون.
تذكرنا هوية النجم المزدوجة، اسم واحد يُمثل نجمين متميزين متشابكين في رقصة كونية، بالترابط والتعقيد في الكون. في حين يبدو نقطة ضوء واحدة للعين المجردة، يكشف الجيبا عن قصة آسرة لشريكين نجميين، وتلعب حياتهما المتشابكة في مسرح السماء أعلاه.
Comments