الفِتّة، المعروفة أيضًا باسم ألفا التاج الشمالي، هي نجم بارز في كوكبة التاج الشمالي. تحتل مكانة هامة في تاريخ علم الفلك، حيث تم ذكرها في النص الفلكي اليوناني القديم، المجسطي، الذي جمعه عالم الفلك العظيم بطليموس في القرن الثاني الميلادي.
في المجسطي، تم تعيين الفِتّة التسمية "ألفا التاج الشمالي"، مما يدل على مكانتها كنجم الأكثر سطوعًا في الكوكبة. وصفها بطليموس بأنها "نجم من الدرجة الثانية"، وهو نظام تصنيف استخدم في العصور القديمة لتصنيف النجوم بناءً على سطوعها الظاهري.
الفِتّة، نجم عملاق:
الفِتّة هي نجم عملاق، أكبر بكثير وأكثر سطوعًا من شمسنا. تُصنف على أنها عملاق من نوع G، مما يعني أنها تشبه شمسنا من حيث النوع الطيفي، لكنها أكبر وأكثر سطوعًا بكثير. يُظهر لونها الأبيض المصفر المميز تصنيفها النجمي.
اسمها وأهميتها:
اسم "الفِتّة" مشتق من اللغة العربية "الفتح"، بمعنى "النصر". يعكس هذا الاسم موقع النجم البارز في التاج الشمالي، وهي كوكبة غالبًا ما ترتبط بالانتصار والنصر.
ما بعد المجسطي:
بجانب أهميتها التاريخية في المجسطي، كانت الفِتّة موضوعًا لدراسات فلكية حديثة. تم تحديد مسافتها من الأرض، حوالي 75 سنة ضوئية، من خلال قياسات شلل النجوم. كشف تحليل طيفها عن خصائصها النجمية، بما في ذلك درجة حرارتها، سطوعها، وتكوينها.
مراقبة الفِتّة:
يمكن رؤية الفِتّة بالعين المجردة، حتى من المناطق الحضرية ذات التلوث الضوئي المعتدل. يسهل تحديد موقعها داخل القوس المميز لـكوكبة التاج الشمالي. يمكن استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير لتعزيز رؤيتها وكشف لونها الأبيض المصفر الخافت.
في الختام:
الفِتّة، النجم الأكثر سطوعًا في التاج الشمالي، لها تاريخ غني وأهمية فلكية. من تسميتها القديمة في المجسطي إلى الملاحظات الحديثة، لا تزال الفِتّة تُثير إعجاب وتلهم أولئك الذين ينظرون إلى سماء الليل. يُواصل سطوعها وجمالها ترسيخ مكانتها كمنارة سماوية للأجيال القادمة.
Comments