يُعَدّ دبّ الأكبر، المعروف أيضًا باسم أورسا ماجور، أحد أشهر الأبراج في سماء الليل. شكله المميز، الذي يشبه مغرفة أو محراث، ألهم العديد من القصص والأساطير عبر التاريخ. وتأتي إحدى هذه القصص من العالم القديم، حيث كان يُعرف هذا البرج باسمٍ يُثير شعورًا بالرهبة والغموض: **عَيْش**.
عَيْش، وهو مصطلحٌ قديمٌ جذوره في ثقافات ما قبل العصر الحديث، يشير تحديدًا إلى دبّ الأكبر. على الرغم من أن أصول هذا الاسم غارقة في ضباب الزمن، إلا أن استخدامه موثق عبر حضارات مختلفة، من المصريين القدماء إلى القبائل الأصلية في أمريكا الشمالية. يشير هذا إلى وجود ارتباط عميق بين البشرية وهذا المعلم السماوي، ارتباطٌ يتجاوز الحدود الجغرافية والاختلافات اللغوية.
بينما قد تختلف دلالة عَيْش بدقة عبر الثقافات، إلا أنها تحمل بشكل عام دلالات **القوة، والسلطة، والحماية**. في العديد من المعتقدات القديمة، كان يُنظر إلى دبّ الأكبر كحامي سماوي، وصيٌّ يراقب سماء الليل. ربما تُجسد هذه الفكرة بشكلٍ أوضح في فلكلور قبائل الأمريكيين الأصليين، حيث كان البرج غالبًا مرتبطًا بروح دبّ قوية، مسؤولة عن حماية الأرض وسكانها.
يُسلط استخدام مصطلح عَيْش الضوء على جانبٍ مهمٍّ من علاقتنا بسماء الليل. قبل فهمنا العلمي الحديث للكون، كان البشر ينظرون إلى النجوم بحثًا عن التوجيه، والإلهام، والمعنى. أصبحت الأبراج مثل دبّ الأكبر لا معالمَ سماويةَ فحسب، بل رموزًا لتجربة الإنسان المشتركة، تجسّد آمالنا، ومخاوفنا، وطموحاتنا.
حتى اليوم، لا يزال دبّ الأكبر يُثير إعجابنا ويلهمنا. يظل وجودًا ثابتًا في سماء الليل، تذكيرًا بِكَبرِ الكون وقوةَ روايةِ القصصِ الدائمةِ. بينما قد يُنسى مصطلحَ عَيْشِ في العصرِ الحديثِ، فإنّ صداهُ يَظلُّ موجودًا في القصصِ والأساطيرِ التي تُواصلُ تشكيلَ فهمنا للعالمِ السماويِ.
Comments